إنها عبارة قصيرة في كلماتها، بليغة في مدلولها الزماني والمكاني، وفي حضورها الطاغي على المشهد الراهن الذي يعيشه الوطن..
بقدر
ما فيها من قلق، لكنها مفعمة بالثقة والاقتدار على صيانة وحدة الإنسان
والتراب.. إنها تستحضر الروح الوحدوية المتأصلة في وجدان الإنسان اليمني
والضاربة جذورها في التفاصيل الصغيرة والكبيرة من التاريخ والجغرافيا لهذا
الإنسان المشبع بثقافة التوحد والمنتمي وجدانياً إلى تراث عريق وعميق في
سفر النضال الوطني.
<<<
في الظاهر تبدو وكأنها تحصيل حاصل..
لكنها تذكّي في النفس استنفار تلك الأحاسيس المرهفة بمحبة الوطن،
والارتماء بين أحضانه والذود عنه.
لا يأتي الاستشعار برجفة الخوف عليه إلا في حالات نمو الطحالب في النفوس والغرق في مستنقع الارتداد والانعزال.
لذلك
كانت عبارة «اليمن في قلوبنا» تعويذة العصر للرد على خرافات العودة إلى
مربعات الماضي ودوائره الضيقة، بل إنها «تميمة» ترد عنّا أصوات النشاز
والحالمين بالثأر من التاريخ المشرف لهذا الشعب الذي أفاق ذات صباح رائع
ليردم مسامات التخلف والانغلاق.
حيثما توجد طحالب التشطير تصحو اليمن كالعملاق، وحيث تنبت أشواك التخريب تتفجر براكين الغضب.
هنا تجد اخضرار حب الوطن، وتستمع إلى سيمفونية عشقه وسيوف أبطاله وهي تطيح بأوهام خفافيش الظلام.
إذا
حضرت بلادي نامت أعين الجبناء، وإذا رفرفت أعلامها خفاقة توارت أعلامهم
المثقلة بروائح العفن والدماء البريئة التي أهدرت تحت شرائع انقلاباتهم!.
<<<
إنها في قلوبنا إذا نادى المنادي وقال: أنا هنا فزعت أرواحهم وفرّوا خائفين.
أما بلادي فإنها واقفة كالجبال تحتضن الأحبة في شموخ وترمي بالحصى وجوه الذين يحاولون خربشة جدارياتها الرائعة..
ألم أقل لكم إنها في قلـــ
ـــوبنا؟!.