ارتفاع ضحايا انفجار مصنع الذخيرة

ارتفع ضحايا انفجار مصنع 7 أكتوبر للذخيرة الحية صباح اليوم الاثنين بمنطقة الحصن بمحافظة أبين اليمنية جنوبي البلاد إلى نحو 170 قتيلا و عشرات الجرحى بينهم أطفال ومسنين .

وقال شهود عيان لـ " التغيير " إن الانفجار في المصنع الذي استولى عليه مسلحون أمس وقع مباشرة بعد دخول عشرات المواطنين .

وتضاربت الروايات في نقل طريقة وسبب الانفجار ففي حين قالت مصادر إن الانفجار ناتج عن عقب سيجارة رمى بها مجهول تقول مصادر أخرى إنه التفجير تم بألغام جرى تفجيرها بعد خول مجاميع المواطنين ، في إشارة إلى وجود أياد خططت لعملية قتل متعمد .

وروى أحد المواطنين لمراسل " التغيير " ما حدث بالقول "عشنا امام مشهد مروع ، حيث اندفع جموع من المواطنين الى مصنع الذخيرة منذ الصباح الباكر بعد ان اقتحم مسلحون يوم امس واخذوا كل ما بداخلة من ذخائر حيث تركوا الأمور على مصراعيها واندفع المواطنون لنهب ما تقع عليه أياديهم " .

و أضاف " كان مجاميع قد اندفعوا لا يعرفون خطورتها ، حيث اقتحموا مستودعات ضخمة للبارود ويستخدم في صناعة الطلقات النارية بالإضافة الى مخزون الديناميت كانت مخزونة لأحد مشاريع الطرق وفجأة اندلع وميض هائل من اللهب وصعد الى السماء وقذف في العديد من الجثث الى أماكن بعيدة " .

وقال المواطن " لوحظ ان بعض الجثث قد أصيبت بكسور و تفحم من شدة الدفع والانفجار حيث كان في دائرة قطرها اكثر من 300 متر وبذلك كانت هناك جثث لا تحصى حيث تجري إحصائيات لتفقد المواطنين وبعضهم تم دفنهم بالجرافات بجانب الموقع وبعض الجثث البعيدة من الانفجار تم نقلهم الى مستشفيات عدن بسبب حروقهم من الدرجة الثالثة ".

وبحسب المراسل فإن الانفجار وقع في غياب تام لأجهزة السلطات من دفاع مدني أو اسعاف أو قوات أمن ، فيما لا تزال أماكن لا يستطيع الدخول إليها حيث يقال ان هناك مستودعات لم يتمكن احد من الولوج اليها بسبب شدة النيران المشتعلة ويقال انها تحوي على جثث متفحمة لم يعرف هويتها .

و تم نقل المصابين إلى مستشفى وحيد في جعار تنعدم فيه ابسط الوسائل الطبية , حيث لم يتم استيعاب حتى حالة واحدة في مستشفى الرازي والحالات كلها تم اسعافها الى عدن بسيارات الموطنين .

ويقال ان بعض الأسر فقدت من 3 الى 4 من نفس الأسرة , كما ان بعض الأسر ذهبوا للبحث عن ابناءهم فتوادوا الى المكان وماتوا جراء صدمتهم بما رأوه في مكان الحادث .

و هرع مواطنون من المناطق المجاورة بحثا عن أبناءهم وذويهم وتبين ان هناك اعداد كبيرة مفقودة. وسمعت صرخات النحيب تتعالى من القرى وفي مكان الحادثة .

يأتي ذلك في الوقت الذي ينتشر فيه عشرات المسلحين في مدينة جعار وعدد من المدن بمحافظة أبين و استيلائهم على آليات عسكرية بعد تمكنهم أمس من الاستيلاء على مبنى الإذاعة و استراحة خاصة بالرئيس اليمني ينزل فيها حين زيارته للمحافظة .



إلى ذلك نقلت وكالة الأنباء الرسمية أن محافظ ابين صالح حسين الزوعري، وجه بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري حول حادثة انفجار وحريق وقع بمصنع 7 أكتوبر للذخيرة بمنطقة الحصن بمديرية خنفر . وحمل المصدر عناصر" القاعدة " وكل من تعاون معهم مسؤولية ذلك الحادث الأليم الذي سقط فيه مواطنين أبرياء من أبناء المنطقة و قال إنهم قعوا ضحية فخ تلك العناصر الإرهابية. حد قوله .

و قال المصدر المسؤول إن موقع المصنع مازال محاصر من قبل تلك العناصر الإرهابية ولم تسمح بدخول سيارات الإطفاء لإخماد الحريق في المصنع ولا لسيارات الإسعاف لنقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات.

ويرى مراقبون أن الأعمال المسلحة التي جرت في أبين هي للتشويش على الثورة وتقف وراءه السلطة لتخويف المجتمع الدولي من القاعدة.

و نقل عن أهالي المناطق التي يتمركز فيها المسلحون رفضهم للأعمال المسلحة ونبذهم للعنف في كل الظروف و الأحوال .

و كان أعرب اللواء على محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، عن تخوفه من استغلال صالح لتنظيم القاعدة الموجود بالبلاد في محاولته للتمسك بالسلطة واستخدام القوة ضد أبناء الشعب اليمني.