ثورتنا للتغيير وليست للتدمير

أخواني الشباب نحن أردنا ثورة للتغيير طامحين بها الى العيش الكريم وان يتحصل كل منّا على حقوقه دون وساطة أو رشوة أو محاباه .

أردنا ثورة تقمع الفساد وأهله وترفع القانون واهله .

اردنا ثورة تقول للمحسن أنت محسن وتكافئه ، وتقول للمسيء أنت مسيء وتعاقبه.

أردنا ثورة لتطهير يمننا الحبيب من المنتفذين والمتسلطين الذين ينهبون حقوق الشعب
سواء أكانت في أرضه أو عرضه أو فكره أو ماله .

أردنا ثورة من أجل أن ينمو ويترعرع أطفالنا وهم في كامل قواهم العقلية والنفسية
والجسمانية كونهم لن يعانوا ما نعانيه من ظلم وقهر وفقر وغلاء معيشة
ومستشفيات لا رقابة عليها وكونهم سيدرسون وسيجدون لتعلمهم فائدة حيث
أنهم سيجدون الوظائف التي تكفل لهم العيش الكريم ، وسيعيشون في مجتمع
خال من الحقد والحسد والغش كون كل الناس سواء لا فرق بين أحد وإنما معيار ا
التفاضل بينهم بقدر الكد تاتي المعالي ومن طلب العلى سهر الليالي .

أردنا ثورة لنحقق المزيد من المكاسب الوطنية التي تجعلنا كلنا نحن اليمانيون محل فخر
أبنائنا ، ومحل إعجاب العالم كل العالم مما من شأنه أن يزيد إحترامنا وتقديرنا.

ولا نريد ثورة يتسلط عليها من عُرفوا بالفساد بكل اشكاله وانواعه من سفك للدماء وهتك
للأعراض ونهب للأموال .

ولانريد ثورة تكون سببا في إنقسام الجيش اليمني الذي نعتبره حصن اليمن ودرعه
الواقي وصخرته الصماء التي تتحطم عليها كل أمواج المؤامرات سواء أكانت
داخلية أو خارجية .

ولا نريدثورة تكون سببا في إحداث حربا أهلية بين الإخوة تجعل أحزاب وقبائل اليمن
متنافرة متقاتلة تحب إحداها أن تأكل لحم إختها .

ولانريدثورة تمسي سببا في جعل اليمنيين لاجئين يبحثون على مأوئ يقيهم الحر أو البرد
أو لقمة خبز تسد جوعهم أو شربة ماء تروي عطشهم أو مصلا يداوئ به مرضاهم.

ولانريدثورة تجعلنا محل خزي وعار وشماتة وإستصغار أمام دول العالم وذلك دون شك هو
خزي الحياة الدنيا.

ولانريدثورة تجعلنا نستنجد بدول الإستكبار العالمي لتساعدنا في هزيمة أيا كان من
أطراف النزاع في حال حدوثه لا سمح الله.

ولانريدثورة تجعل المواطن عبدا ذليلا عند من يلتجئ الى دولته ، وتجعل من الوطن محلا
للطامعين في ثرواته وخيراته المتنوعة والكثيرة .

ولانريدثورة تجعل الحاقدين والحاسدين لهذا الوطن يسخرون منّا ويضحكون علينا لاننا
بتفرقنا سنخرب كل معمر وندمر كل مبني ونسحق كل منجز وندك كل صرح
شامخ نفاخر به الأمم وتفعل ذلك أجيالنا القادمة .

ذلك ما أردناه بثورتنا ، وذلك ما لم نرده من ثورتنا ، والفوارق والمسافات والعواقب غير متحدة ولا متفقة ولا متساوية .

عليه فإنه يجب علينا كشباب واعي مثقف متعلم يطمح الى البناء والإعمار ويمقت الخراب والدمار يجب علينا جميعا أن نعي ونفهم وندرك في أي الاتجاه تسير ثورتنا ، وفي أي المسالك تتجه ، والى أي النتائج والأهداف نريد أن نصل اليها .

لان ذلك سينعكس علينا جميعا دون إستثناء ، فارجو أن ندرك تلك الحقائق وتلك الوثائق دون أن نغتر بما نريده ، ودون أن نتجاهل ما لا نريده ، بل علينا أن نقف أمام تلك النتائج وقفة متأمل ومتدبر لا وقفة عابر مستعجل ، وعلينا أن ننظر اليها بعين الفطن اللبيب المتفحص للإمور ، لا بعين الجاهل الغبي المتساهل .

لاننا حين نفعل ذلك فإننا دون ريب أو شك سنسير على الطريق الصحيحة وسنصل الى الهدف المنشود ، الذي بوصولنا اليه نعرف أننا حققنا ثورة لتحقيق ما نريد ولم تكن ثورة أوصلتنا الى ما لا نريد ، وسنعرف حينها ان ثورتنا ثورة للتغيير وليست ثورة للتدمير